من حقنا أن نستمع لكل الآراء وألا نصادر رأياً لأننا مختلفون معه أو بالأصح لا نعرفه جيداً، هذا هو حال الشيعة فى مصر لا نستمع إليهم، ونصورهم على أنهم كائنات خرافية هابطة من كواكب مجهولة، وغالباً ما نضعهم فى قوالب جاهزة دراكولية معظمها مغلوط، اليوم أفتح نافذتى المتواضعة ليطل منها المفكر الشيعى د. أحمد راسم النفيس ورأيه فى خطاب د. مرسى فى قمة إيران لعدم الانحياز، يقول فيها:

فى مؤتمر قمة عدم الانحياز أطلق السيد/ محمد مرسى خطابه الشهير، الذى رأى فيه البعض فتحاً مبيناً لا يقل فى أهميته عن فتح مكة، أن يترضى مرسى فى طهران على الخلفاء الأربعة وفقاً للترتيب الذى وضعه أحمد بن حنبل، فهذا لا يمثل فى حد ذاته مشكلة فالساحة الإيرانية الثقافية والسياسية مفتوحة، ولطالما سمعنا هذا الخطاب فى المؤتمرات التى حضرناها فى هذا البلد التى يشارك فيها كل الأطياف من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين، ولولا أن هذا الكلام ألحق بخطاب سياسى متطرف عن الأزمة السورية التى اختلط فيها المذهبى بالسياسى لما استحق الأمر أى تعليق.

فى حواره مع جريدة «الأهرام» فى أغسطس الماضى تحدث محمد حسنين هيكل عن مشروع الفتنة المذهبية الذى ترعاه أمريكا والذى قال فيه: «المشروع الغربى يزحف على خطين ومسعاه إغراق المنطقة فى صراع سنى شيعى، وقد بدأ زحف هذا الخط منذ عدة سنوات، عندما سقط نظام الشاه، وحل محله نظام الثورة الإسلامية. الاعتراف الأمريكى والغربى بالإخوان المسلمين لم يجئ قبولاً بحق لهم، ولا تقديراً تجلت دواعيه فجأة، لكنه جاء قبولاً بنصيحة عدد من المستشرقين، بينهم برنارد لويس تطلب مدداً يستكمل عزل إيران فى العالم الإسلامى والعربى بالفتنة المذهبية، ومنذ القبول بنصائح برنارد لويس حاولت السياسة الأمريكية توظيف قادة وزعماء من العرب لتحقيق هذا المطلب!! ثم تجددت نصيحة الاستشراق بأن فاعلية المواجهة تصبح أقوى إذا انتقلت لتصبح مجتمعات ضد مجتمعات، أى أنه بدلاً من مواجهة بين السعودية وبين إيران، فلتكن المواجهة بين المذاهب الإسلامية، فذلك عداء مباشر وأعمق نفاذاً، وكذلك حدث تعديل فى السياسة الأمريكية، بما يشجع ويوسع عملية المواجهة اعتماداً على جماهير من السنة تواجه جماهير من الشيعة، وبالتالى تصبح المواجهة مزدوجة التأثير. لهذا طرأت مسألة الاعتراف بالإخوان، وبقبول مشاركتهم شرعياً، والإخوان تنظيم سنى نشيط، ومن المفيد فى هذه اللحظة أن يكون للإخوان دور على مستوى الشارع العربى فى مواجهة مع الشيعة فى قلبه». انتهى

وبينما حضر مرسى قبل أسبوعين بالتمام والكمال مؤتمر الدول الإسلامية المنعقد فى مكة، الذى دعا لإنشاء مركز للتقريب بين المذاهب، وهو من وجهة نظرنا مجرد طق حنك يراد منه تبريد الأجواء وإبقاء خط للرجعة حال لم يتمكن الهجوم الذى يشنه ما يسمى بالثوار فى سوريا الذين تبدو هويتهم القاعدية معلنة وواضحة من تحقيق أهدافه، تبنى السيد مرسى فى مؤتمر طهران خياراً واحداً هو خيار المواجهة المستمرة.. والمعارك مستمرة يا جماهيرنا يا حرة.

لماذا لم يتحدث مرسى عن مركز تقريب المذاهب والحوار السنى الشيعى؟!.

سيأتى الرد أنه كان مؤتمراً سياسياً لدول عدم الانحياز!!.

فإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك، فلماذا تبنى الأخ مرسى خطاب الفتنة وابتعد عن خطاب التقريب؟!.

وبمعنى أدق: لماذا اختار مرسى الخطاب الأمريكى بحذافيره؟!

هل يعد هذا انتصاراً لمصر أم أنه تورط مباشر فى صراع لن يكون فيه منتصرون إذ أن الدماء التى تهدر والأموال التى تنفق والبيوت التى تخرب هى بيوتنا وليس بيوت الإسرائيليين.

لأى انتصار يهللون إذن؟!.